کد مطلب:281434 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:247

الولایة اولا
ما معنی الولایة، ولماذا الولایة؟

هل هی المحبة والإخاء، أم المشایعة والإتباع، أم الأولویة والحاكمیة؟

قد تكون كل هذه المعانی مكنونة فی كلمة الولایة، إلا أن المعنی البارز والظاهر من هذه الكلمة هو الأولویة والحاكمیة، كما جاء فی الآیة الكریمة: (إنما وَلِیُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ ءَامَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) والآیة الكریمة (النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الاَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَی بِبَعْضٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَالْمُهَاجِرِینَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَی أَوْلِیَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِی الْكِتَابِ مَسْطُورًا) . (الاحزاب:6) وهذا یعنی إن الرسول حاكم علی النفوس وله الحكومة الإلهیة علی جمیع الناس. ومن هذا المنطلق جاءت الأحادیث لتؤكد معنی الحكومة فی كلمة الولایة:

- عن عمار بن یاسر قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: - أوصی من آمن بی وصدقنی بولایة علی بن أبی طالب من تولاه فقد تولانی ومن تولانی فقد تولی الله حیث یعتمد الإیمان علی ولایة الله عز وجل، والرسول وأهل بیته الأطهار، الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیراً. كما جاء فی الآیة السابقة.

وفی بیان تعیین الأوصیاء والأولیاء من بعد النبی الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم روی المجلسی فی البحار عن الإمام الرضا علیه السلام عن آبائه علیهما السلام عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: -.. أولهم علی بن أبی طالب وأخرهم مهدی أمتی، فقلت یا رب هؤلاء أوصیائی، فنودیت یا محمد هؤلاء أولیائی وأحبائی وأصفیائی وحججی بعدك علی بریتی وهم أوصیاؤك وخلفاؤك وخیر خلقی بعدك وعزتی وجلالی لأظهرن بهم دینی ولأعلین بهم كلمتی ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائی ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الریاح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقینه فی الأسباب ولأنصرنه بجندی ولأمدنه بملائكتی حتی یعلن دعوتی ویجمع الخلق علی توحیدی، ثم لأدیمن ملكه...).

1- عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم: - إنّ خلفائی وأوصیائی وحجج الله علی الخلق بعدی إثنا عشر أولهم أخی وآخرهم ولدی.

قیل: یا رسول الله ومن أخوك؟

قال: علی بن أبی طالب.

قیل: فمن ولدك؟

قال: المهدی الذی یملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً-.

2- وعنه إنه صلی الله علیه و آله و سلم قال: - المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر-.

3- عن الإمام الباقر علیه السلام: - ومن أبغضنا ورَدَّنا أو رَدَّ واحداً منا فهو كافر بالله وآیاته-.

4- عن الإمام الرضا علیه السلام، وهو یتحدث عن الإمام القائم - عجل الله فرجه-: - ویكون أولی بالناس منهم بأنفسهم-.

ومن دون الولایة ترفض جمیع الأعمال مهما كانت صالحة. فكما لا یقبل الله أی عمل من الذی یرفض الإیمان بوحدانیتهِ، كذلك لا یقبل إذا لم یكن الفرد مؤمناً برسالة الرسول الأكرم. بنص الآیة الشریفة: (وَمَن یَبْتَغِ غَیْرَ الإسلام دِیناً فَلَن یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الآخرةِ مِنَ الْخَاسِرِینَ) (آل عمران:85).

وكذلك أیضاً یرفض الله عز وجل جمیع أعمال الفرد الذی یرفض الانصیاع لطاعة أولی الأمر من آل الرسول الأكرم، الذین فرض الله طاعتهم فی القرآن الكریم بعد أن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیراً، حیث یخاطب المؤمنین فی كتابه الحكیم: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَاُولِی الأمر مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَومِ الآخر ذَلِكَ خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِیلاً) (النساء:59).

وإن أی تجزئة بین أولی الأمر من آل الرسول الأكرم وبین النبی صلی الله علیه و آله و سلم أو بین أحد منهم مرفوضة نهائیاً، فلا یمكن قبول طاعة أی شخص إذا لم یكن مؤمناً بولایة أهل البیت المعصومین جمیعهم. فالتجزئة بقبول ولایة بعضهم دون البعض الآخر یعتبر رفضاً للجمیع. وقد جاء فی الحدیث الشریف عن الإمام الحسن العسكری علیه السلام: - أما إن المقر بالأئمة بعد رسول الله المنكر لولدی، كمن أقرَّ بجمیع أنبیاء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم والمنكر لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كمن أنكر جمیع الأنبیاء، لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا-.

والإمام الحجة علیه السلام هو أحد الأئمة الذین فرض الله طاعتهم علی الناس، فرفض قبول ولایته هو فی الحقیقة رفض لولایة الأئمة الأطهار، وقبول ولایته قبول لولایتهم جمیعاً.

وبما أن هناك طوائف من الناس ترفض ولایة الإمام المهدی علیه السلام حین قیامه وخروجه، ومن بینهم علماء السوء، لذا ركزت أحادیث أهل البیت علی أن أی نوع من الإنكار لإمامة وولایة الإمام المهدی هو بمثابة إنكار جمیع الأئمة السابقین، وإن من یفعل ذلك ترد أعماله حتی ولو كان الفرد یعترف ببقیة الأئمة الأطهار. ومن قبل حذَّر القرآن الحكیم مراراً من أیة عملیة تفرقة بین الأنبیاء والرسل حیث تعتبر بمثابة كفر برسالة الله بنص الآیة الشدیدة التحذیر:

(إِنَّ الَّذِینَ یَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیُرِیدُونَ أَن یُفَرِّقُوا بَیْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَیُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُوا بَیْنَ ذَلِكَ سَبِیلاً - اُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِینَ عَذَاباً مُهِیناً) (النساء:150-151)

وعلی هذا الأساس كان أمر الله بطاعته وإطاعة رسوله، والذین أمنوا من باب واحد. والإیمان یجب أن یكون بجمیعهم دون التفریق بینهم، لأنّ أی تفریق بینهم یعتبر رفضاً للكل. ورفضهم یكون العصیان الحقیقی لأمر الطاعة الذی أوجبته الآیة الكریمة السابقة الذكر (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَاُولِی الأمر مِنْكُمْ) (النساء،59)

والذین یرفضون الإمام المهدی علیه السلام حكمهم حكم الذین رفضوا ولایة الإمام الرضا علیه السلام أو ولایة الإمام الكاظم علیه السلام، أو ولایة الإمام زین العابدین علیه السلام، حیث تكون أعمالهم غیر مقبولة عند الله سبحانه وتعالی، ویعتبرون كالخوارج الذین رفضوا ولایة الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام؛ فهؤلاء حكمهم واحد، ومصیرهم واحد، ویحشرون إلی جهنم وبئس الورد المورود.

وقد جاء فی الحدیث النبوی الشریف عن الرسول الكرم صلی الله علیه و آله و سلم: - لما أسری بی إلی السماء أوحی إلیَّ ربی جل جلاله فقال: یا محمد.. لو أن عبداً عبدنی حتی ینقطع ویصیر كالشن البالی، ثم أتانی جاحداً لولایتهم ما أسكنته جنتی، ولا أظللته تحت عرشی-.

وتأكیداً لهذه الحقیقة خاطب الإمام الرضا علیه السلام یوم أراد الحركة من نیشابور وهو علی هودجه خاطب الجماهیر الحاشدة حول مركبه ناقلاً لهم حدیثاً قدسیاً من الله عز وجل: - كلمة لا إله إلا الله حصنی فمن دخل حصنی أمن من عذابی.. وأضاف: بشرطها وشروطها وأنا من شروطها-.

وعلی ضوء هذا التصریح الرضوی الصریح فقبول ولایة كل إمام معصوم من أهل البیت علیهما السلام شرط أساسی لدخول حصن الله سبحانه وتعالی، وشرط أساسی فی قبول توحید الموحدین، وإلاّ فلا یعتبر موحداً وقابلاً لولایة الله من یكون رافضاً لولایة من أوجب الله ولایتهم علیهما السلام بنص الآیة الشریفة: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَاُولِی الأمر مِنْكُمْ) (النساء:59)

ومن هنا نقول أن عدم قبول ولایة الإمام الحجة حین قیامه وخروجه یكون رفضاً لولایة جمیع الأئمة الأطهار، تحت أی عنوان من العناوین كان ذلك الإنكار. وذلك لأن الأحادیث الشریفة لم تدع لأحد مجالاً للشك والتردید حیث بینت شخصَّیة الإمام المهدی وعظمته بكل وضوح.

ومن تلك الأحادیث التی تطرقت لولایة الأئمة المعصومین علیهما السلام هذه المجموعة التالیة:

1- عن جعفر، عن أبیه: قال علی بن أبی طالب علیه السلام: - منا سبعة خلقهم الله عز وجل لم یخلق فی الأرض مثلهم؛ منا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم سید الأولین والآخرین وخاتم النبیین، ووصیه خیر الوصیین، وسبطاه خیر الأسباط حسناً وحسیناً (كذا) وسید الشهداء حمزة عمه، ومن قد طاف مع الملائكة جعفر، والقائم-.

2- عن الأصبغ بن نباته قال: كنا مع علی علیه السلام بالبصرة، وهو علی بغلة رسول

الله صلی الله علیه و آله و سلم، وقد اجتمع هو وأصحاب محمد صلی الله علیه و آله و سلم فقال: - ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله یوم یجمع الرسل-؟ قلنا: بلی یا أمیر المؤمنین. قال: - أفضل الرسل محمد، وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصیاء، وأفضل الأوصیاء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصیاء الأسباط، وإن خیر الأسباط سبطا نبیكم یعنی الحسن والحسین، وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، قال ذلك النبی وجعفر بن أبی طالب ذو الجناحین، مخضبان بكرامةٍ خص الله عز وجل بها نبیكم، والمهدی منا فی آخر الزمان لم یكن فی أمة من الأمم مهدی ینتظر غیره-.

3- عن الأصبغ بن نباته قال: رأیت أمیر المؤمنین علیه السلام یوم أفتتح البصرة وركب بغلة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.... (ثم) قال: - أیها الناس ألا أخبركم بخیر الخلق یوم یجمعهم الله-؟ فقام إلیه أبو أیوب الأنصاری، فقال: بلی، یا أمیر المؤمنین، حدثنا فإنك كنت تشهد ونغیب. فقال: - إن خیر الخلق یوم یجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ینكر فضلهم إلا كافر ولا یجحد به إلا جاحد-. فقام عمار بن یاسر رحمه الله فقال: یا أمیر المؤمنین سمهم لنا لنعرفهم. فقال: - إن خیر الخلق یوم یجمعهم الله الرسل، وإن أفضل الرسل محمد صلی الله علیه و آله و سلم وإن أفضل كل أمة بعد نبیها وصی نبیها، حتی یدركه نبی، ألا وإن أفضل الأوصیاء وصی محمد (علیه وآله السلام)، ألا وإن أفضل الخلق بعد الأوصیاء الشهداء، ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبی طالب له جناحان یطیر بهما فی الجنة لم ینحل أحد من هذه الأمة جناحان غیره، شیء كرم الله به محمداً صلی الله علیه و آله و سلم وشرفه والسبطان الحسن والحسین والمهدی علیهما السلام یجعله الله متی شاء منا أهل البیت. ثم تلا هذه الآیة: (وَمَن یُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأوْلَئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِم مِنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أولئِكَ رَفِیقاً - ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَی بِاللَّهِ عَلِیماً) (النساء:67-70).

4- وفی بیان شیق وتفصیل جمیل جذاب عن بدایة الخلیقة والأفضلیة جاء فی الحدیث الشریف، عن أبی عبد الله جعفر بن محمد، عن أبیه محمد بن علی، عن أبیه علی بن الحسین، عن أبیه الحسین بن علی، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام قال:

- إن الله حین شاء تقدیر الخلیقة وذرء البریة وإبداع المبدعات نصب الخلق فی صور كالهباء قبل دحو الأرض ورفع السماء وهو فی انفراد ملكوته وتوحد جبروته فأتاح (فأساح) نوراً من نوره فلمع، و(نزع) قبساً من ضیائه فسطع، ثم اجتمع النور فی وسط تلك الصور الخفیة فوافق ذلك صور نبینا محمد صلی الله علیه و آله و سلم فقال الله عز من قائل: أنت المختار المنتخب وعندك مستودع نوری، وكنوز هدایتی من أجلك أسطح البطحاء، وأمرج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنة والنار، وأنصب أهل بیتك للهدایة حجتی علی بریتی، والمنبهین علی قدرتی ووحدانیتی. ثم أخذ الله الشهادة علیهم بالربوبیة، والإخلاص بالوحدانیة فبعد أخذ ما أخذ من ذلك شاء ببصائر الخلق انتخب محمداً وآله (فقبل أخذ ما أخذ جل شأنه ببصائر الخلق أنتخب محمداً وآله) وأراهم أن الهدایة معه والنور له والإمامة فی آله، تقدیماً لسنة العدل ولیكون الإعذار متقدماً، ثم أخفی الله الخلیقة فی غیبه وغیبها فی مكنون علمه، ثم نصب العوامل وبسط الزمان، ومرج الماء وأثار الزبد، وأهاج الدخان فطفا عرشه علی الماء، فسطح الأرض علی ظهر الماء (وأخرج من الماء دخاناً فجعله السماء) ثم استجلبهما إلی الطاعة فأذعنتا بالاستجابة، ثم أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحیده نبوة محمد صلی الله علیه و آله و سلم فشُهرت فی السماء قبل بعثه فی الأرض. فلما خلق آدم أبانَ فضله للملائكة، وأراهم ما خصه به من سابق العلم من حیث عرفه عند استنبائه إیاه أسماء الأشیاء فجعل الله آدم محراباً، وكعبة، وباباً، وقبلة، وأسجدَ إلیها الأبرار والروحانیین والأنوار. ثم نبه آدم علی مستودعه، وكشف له (عن) خطر ما ائتمنه علیه، بعد ما سماه إماماً عند الملائكة، فكان آدم من الخیر ما اراه من مستودع نورنا ولم یزل الله تعالی یخبئ النور تحت الزمان إلی أن فضل محمداً صلی الله علیه و آله و سلم فی ظاهر الفترات فدعا الناس ظاهراً وباطناً وندبهم سراً وإعلاناً واستدعی علیه السلام التنبیه علی العهد الذی قدمه إلی الذر قبل النسل. فمن وافقه وقبس من مصباح النور المقدم اهتدی إلی سرّه، واستبان واضح أمره، ومن ألبسته الغفلة استحق السخط، ثم انتقل النور إلی غرائزنا، ولمع فی أئمتنا فنحن أنوار السماء، وأنوار الأرض، فبنا النجاء ومنا مكنون العلم وإلینا مصیر الأمور وبمهدینا تتقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة، وغایة النور ومصدر الأمور. فنحن أفضل المخلوقین وأشرف الموحدین وحجج رب العالمین فلیهنأ بالنعمة من تمسك بولایتنا وقبض علی عروتنا-.

5- ابن وهب، عن ابن لهیعة، عن الحرث، بن یزید، عن ابن زرین الغافقی، سمع علیاً علیه السلام یقول: - هو من عترة النبی صلی الله علیه و آله و سلم -.

6- عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد اله، عن عبد الله بن محمد الطیالستی، عن منذر بن محمد بن قابوس، عن النصر بن أبی السری، عن أبی داود سلیمان بن سفیان المسترق، عن ثعلبة میمون، عن مالك الجهنی، عن الحارث بن المغیرة النصری، عن الأصبغ بن نباته، قال: أتیت أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فوجدته متفكراً ینكت فی الأرض، فقلت: یا أمیر المؤمنین مالی أراك متفكراً تنكت فی الأرض أرغبت فیها؟ فقال: - لا والله ما رغبت فیها ولا فی الدنیا یوماً قط، ولكن فكرت فی مولود یكون من ظهری، الحادی عشر من ولدی، وهو المهدی الذی یملؤ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له غیبة وحیرة، یضل فیها أقوام ویهتدی فیها آخرون-.

فقلت: یا أمیر المؤمنین وكم تكون الحیرة والغیبة؟

قال: - ستة أیام أو ستة أشهر أو ست سنین-.

فقلت: وإن هذا لكائن؟

فقال: - نعم، كما أنه مخلوق وأنی لك بهذا الأمر یا أصبغ، أولئك خیار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة-.

فقلت: ثم ما یكون بعد ذلك؟

قال: - ثم یفعل الله ما یشاء فإن له بداءات وإرادات وغایات ونهایات-.

7- عن الأصبغ بن نباته قال: خرج علینا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ذات یوم، ویده فی ید ابنه الحسن علیه السلام، وهو یقول: خرج علینا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ذات یوم ویدی فی یده هكذا، وهو یقول: خیر الخلق بعدی وسیدهم أخی هذا، وهو إمام كل مسلم، ومولی كل مؤمن بعد وفاتی.

ألا وإنی أقول: خیر الخلف بعدی وسیدهم ابنی هذا، وهو إمام كل مؤمن، ومولی كل مؤمن بعد وفاتی، ألا وإنه سیُظلم بعدی كما ظُلمت بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وخیر الخلق وسیدهم بعد الحسن إبنی أخوه الحسین المظلوم بعد أخیه، المقتول فی أرض كربلاء، أما إنه وأصحابه من سادة الشهداء یوم القیامة. ومن بعد الحسین تسعة من صلبه خلفاء الله فی أرضه وحججه علی عباده، وأمناؤه علی وحیه وأئمة المسلمین، وقادة المؤمنین وسادة المتقین، تاسعهم القائم الذی یملأ الله عز وجل به الأرض نوراً بعد ظلمتها، وعدلاً بعد جورها، وعلماً بعد جهلها. والذی بعث أخی محمداً بالنبوة، واختصنی بالإمامة، لقد نزل بذلك الوحی من السماء علی لسان الروح الأمین جبرئیل، ولقد سأل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم -وأنا عنده- عن الأئمة بعده، فقال للسائل: والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج، ورب اللیالی والأیام والشهور، وإن عددهم كعدد الشهور، فقال السائل: فمن هم یا رسول الله؟ فوضع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یده علی رأسی. فقال: أولهم هذا وأخرهم المهدی، من عاداهم فقد عادانی، ومن أحبهم فقد أحبنی، ومن أبغضهم فقد أبغضنی، ومن أنكرهم فقد أنكرنی، ومن عرفهم فقد عرفنی. بهم یحفظ الله عز وجل دینه، وبهم یعمر بلاده، وبهم یرزق عباده، وبهم ینزل القطر من السماء، وبهم یخرج بركات الأرض، هؤلاء أصفیائی وخلفائی وأئمة المسلمین وموالی المؤمنین-.

8- عن أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی قال: حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن محمد بن أبی عمیر، عن غیاث بن إبراهیم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبیه محمد بن علی عن أبیه علی بن الحسین، عن أبیه الحسین بن علی علیهما السلام. قال: - سئل أمیر المؤمنین علیه السلام عن معنی قول رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: إنی مخلف فیكم الثقلین: كتاب الله وعترتی، من العترة؟ فقال علیه السلام: أنا والحسن والحسین والأئمة التسعة من ولد الحسین، تاسعهم مهدیهم لا یفارقون كتاب الله، ولا یفارقهم حتی یردوا علی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حوضه-.

9- عن أبی الحسین محمد بن هارون، عن أبیه قال: حدثنا أبو علی الحسن بن محمد النهاوندی قال: حدثنا العباس بن مطر الهمدانی قال: حدثنا إسماعیل بن علی المقرئ قال حدثنا محمد بن سلیمان قال حدثنی أبو جعفر العرجی، عن محمد بن یزید، عن سعید بن عبایة، عن سلمان الفارسی قال خطبنا أمیر المؤمنین علیه السلام بالمدینة، وقد ذكر الفتنة وقربها، ثم ذكر قیام القائم من ولده وأنه یملؤها عدلاً كما ملئت جوراً. قال سلمان: فأتیته خالیاً فقلت: یا أمیر المؤمنین! متی یظهر القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء وقال: - لا یظهر القائم حتی یكون أمور الصبیان، وتضییع حقوق الرحمن، ویتغنی بالقرآن بالتطریب والألحان، فإذا قتلت ملوك بنی العباس أولی الغمار والالتباس أصحاب الرمی عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، وظهرت العشرة... هناك یقوم المهدی من ولد الحسین لا ابن مثله...-.

10- عن أمیر المؤمنین علیه السلام - التاسع من ولدك یا حسین هو القائم بالحق، المظهر للدین، والباسط للعدل. قال الحسین: فقلت له: یا أمیر المؤمنین، وإن ذلك لكائن؟ فقال علیه السلام: أی والذی بعث محمداً صلی الله علیه و آله و سلم بالنبوة، واصطفاه علی جمیع البریة، ولكن بعد غیبة وحیرة، فلا یثبت فیها علی دینه إلا المخلصون المباشرون لروح الیقین الذین أخذ الله عز وجل میثاقهم بولایتنا، وكتب فی قلوبهم الإیمان وأیدهم بروح منه-

لقد ظهر بوضوح من خلال هذه الروایات أن الولایة شرط أساسی لقبول الأعمال، كما تبین أن المؤمنین بالإمام المهدی علیه السلام حین قیامه وخروجه عددهم قلیل وإنهم آمنوا به فی عالم المیثاق قبل المجیء إلی عالم الدنیا بأزمان متمادیة وإن الثابتین علی ولایته مع كثرة المعارضین له یعتبرون من الأوائل الذین باشروا روح الإیمان والیقین وأنهم من المخلصین المؤیدین بملائكة الرحمن وهذه القلة فی الأنصار والأصحاب قد تكون أیضاً بسبب وجود طائفة من الناس تروج لحالة التشكیك بشخصیة الإمام من قبل الأعداء بإشاعة الأحادیث والروایات الموضوعة التی طالما استفادوا منها لأغراضهم الشخصیة والمصلحیة.

11- جاء فی الحدیث عن سلیم بن قیس عن أمیر المؤمنین علیه السلام قال: - یا سلیم قد سألت فافهم الجواب. إن فی أیدی الناس حقاً وباطلاً، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وخاصاً وعاماً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهماً، وقد كذب علی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم علی عهده حتی قام خطیباً فقال: أیها الناس قد كثرت علیّ الكذابة، فمن كذب علیّ متعمداً فلیتبوأ مقعده من النار. ثم كذب علیه من بعده حین توفی رحمة الله علی نبی الرحمة صلی الله علیه و آله و سلم. وإنما یأتیك بالحدیث أربعة نفر لیس لهم خامس: (رجل) منافق مظهر للإیمان متصنع بالإسلام، لا یتأثم ولا یتحرج أن یكذب علی رسول الله متعمداً، فلو علم المسلمون أنه منافق كذاب لم یقبلوا منه، ولم یصدقوه، ولكنهم قالوا هذا صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم راه وسمع منه وهو لا یكذب ولا یستحل الكذب علی رسول الله، وقد أخبر الله عن المنافقین بما أخبر ووصفهم بما وصفهم فقال الله عزوجل: (وَإِذَا رَأَیْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن یَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) (المنافِقون:4). ثم بقوا بعده وتقربوا إلی أئمة الضلالة والدعاة إلی النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال وحملوهم علی رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنیا، وإنما الناس مع الملوك والدنیا إلا من عصم الله، فهذا أول الأربعة. ورجل سمع من رسول الله فلم یحفظه علی وجهه ووهم فیه ولم یتعمد كذباً، وهو فی یده یرویه ویعمل به ویقول أنا سمعته من رسول الله، فلو علم المسلمون أنه وهم لم یقبلوا، ولو علم هو أنه وهم لرفضه. ورجل ثالث سمع من رسول الله شیئاً أمر به، ثم نهی عنه وهو لا یعلم، أو سمعه نهی عن شیء ثم أمر به وهو لا یعلم، حفظ المنسوخ ولم یحفظ الناسخ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون أنه منسوخ لرفضوه، ورجل رابع لم یكذب علی الله ولا علی رسول الله، بغضاً للكذب وتخوفاً من الله وتعظیماً لرسوله علیه السلام ولم یوهم، بل حفظ ما سمع علی وجهه فجاء به كما سمعه ولم یزد فیه ولم ینقص، وحفظ الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ. وإن أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ونهیه مثل القرآن ناسخ ومنسوخ وعام وخاص ومحكم ومتشابه، وقد كان یكون من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الكلام له وجهان: كلام خاص وكلام عام مثل القرآن یسمعه من لا یعرف ما عنی الله وما عنی به رسول الله. ولیس كل أصحاب رسول الله كان یسأله فیفهم، وكان منهم من یسأله ولا یستفهم، حتی أن كانوا یحبون أن یحئ الطارئ والأعرابی فیسأل رسول الله حتی یسمعوا منه، وكنت أدخل علی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كل یوم دخلة وكل لیلة دخلة، فیخلینی فیها أدور معه حیث دار وقد علم أصحاب رسول الله أنه لم یكن یصنع ذلك بأحد غیری، وربما كان ذلك فی منزلی فإذا دخلت علیه فی بعض منازله خلا بی وأقام نساءه فلم یبق غیری وغیره، وإذا أتانی للخلوة فی بیتی لم تقم من عندنا فاطمة ولا أحد من أبنی، إذا أسأله أجابنی، وإذا سكت أو نفدت مسائلی أبتدأنی، فما نزلت علیه آیة من القرآن إلا أقرأنیها وأملاها علیّ فكتبتها بخطی، ودعا الله أن یفهمنی إیاها ویحفظنی، فما نسیت آیة من كتاب الله منذ حفظتها، وعلمنی تأویلها فحفظته وأملاه علیّ فكتبته، وما ترك شیئاً علمه الله من حلال وحرام، أو أمر ونهی أو طاعة ومعصیة كان أو یكون إلی یوم القیامة إلا وقد علمنیه وحفظته، ولم أنس منه حرفاً واحداً، ثم وضع یده علی صدری ودعا الله أن یملأ قلبی علماً وفهماً وفقهاً وحكماً ونوراً، وأن یعلمنی فلا أجهل، وأن یحفظنی فلا أنسی، فقلت له ذات یوم: یا نبی الله إنك منذ یوم دعوت الله لی بما دعوت لم أنس شیئاً مما علمتنی، فلم تملیه علیّ وتأمرنی بكتابته، أتتخوف علیّ النسیان؟ فقال: یا أخی لست أتخوف علیك النسیان ولا الجهل، وقد أخبرنی الله أنه قد استجاب لی فیك، وفی شركائك الذین یكونون من بعدك. قلت یا نبی الله ومن شركائی؟ قال الذین قرنهم الله بنفسه وبی معه، الذی قال فی حقهم: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَاُولِی الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَالرَّسُولِ) (النساء:59). قلت: یا نبی الله ومن هم (.....) الأوصیاء إلی أن یردوا علی خوضی، كلهم هاد مهتد، ولا یضرهم كید من كادهم ولا خذلان من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم ولا یفارقونه ولا یفارقهم، بهم ینصر الله أمتی وبهم یمطرون ویدفع عنهم بمستجاب دعوتهم، فقلت: یا رسول الله سمهم له: فقال أبنی هذا ووضع یده علی رأس الحسن، ثم ابنی هذا ووضع یده علی رأس الحسین، ثم ابن أبنی هذا ووضع یده علی رأس الحسین، ثم ابن له علی اسمی اسمه محمد، باقر علمی وخازن وحی الله، وسیولد علی فی حیاتكم یا أخی فأقراه منی السلام، ثم أقبل علی الحسین فقال سیولد لك محمد بن علی فی حیاتك فأقراه منی السلام ثم تكملة الاثنی عشر إماماً من ولدك یا أخی. فقلت یا نبی سمهم لی، فسماهم لی رجلاً رجلاً منهم والله - یا أخا بنی هلال - مهدی هذه الأمة الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. والله إنی لأعرف جمیع من یبایعه بین الركن والمقام واعرف أسماء الجمیع وقبائلهم-.

12- عن أمیر المؤمنین علیه السلام قال: - دخلت علی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فی بیت أم سلمه وقد نزلت هذه الآیة: (اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً) (الاحزاب:33)، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یا علی هذه الآیة نزلت فیك وفی سبطی والأئمة من ولدك. فقلت: یا سول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال: أنت یا علی ثم ابناك الحسن والحسین، وبعد الحسین علی ابنه، وبعد علی محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسی ابنه، وبعد موسی علی ابنه، وبعد علی محمد ابنه، وبعد محمد علی ابنه، وبعد علی الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسن، هكذا وجدت أسامیهم مكتوبة علی ساق العرش، فسألت الله تعالی عن ذلك، فقال: یا محمد: هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون-

13- وأسند الحاجب إلی أمیر المؤمنین علیه السلام: قول النبی صلی الله علیه و آله و سلم: - من سره أن یلقی الله وهو عنه راض فلیتولك یا علی، ومن أحب أن یلقی الله مقبلاً علیه فلیتول ابنك الحسن، ومن أحب أن یلقی الله لا خوف علیه فلیتول ابنك الحسین، ومن أحب أن یلقاه وقد محص عنه ذنوبه فلیتول علی بن الحسین، ومن أحب أن یلقاه وقد رفعت درجاته وبدلت بالحسنات سیئاته فلیتول محمد بن علی، ومن أحب أن یلقی الله وهو قریر العین فلیتول جعفر بن محمد، ومن أحب أن یلقی الله وهو مطهرّ فلیتول ابنه موسی، ومن أحب أن یلقی الله وهو ضاحك فلیتول ابنهِ علیاً الرضا، ومن أحب أن یلقاه فیعطیه كتابه بیمنه فلیتول ابنه محمداً، ومن أحب أن یلقاه فیحاسبه حساباً یسیراً ویدخل الجنة فلیتول ابنه علیاً، ومن أحب أن یلقاه وهو من الفائزین فلیتول ابنه الحسن، ومن أحب أن یلقاه وقد كمل إیمانه فلیتول ابنه المهدی المنتظر علیه السلام، فهؤلاء مصابیح الدجی وأئمة الهدی، من تولاهم كنت ضامناً له علی الله الجنة

14- وأسند أخطب خوارزم برجاله إلی علی بن أبی طالب علیه السلام: قول النبی صلی الله علیه و آله و سلم: - أنا واردكم علی الحوض، وأنت یا علی الساقی، الحسن الذائد، والحسین الامر، وعلی بن الحسین الفارس، ومحمد بن علی الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسی بن جعفر محصی المحبین والمبغضین وقامع المنافقین، وعلی بن موسی معین، ومحمد بن علی منزل أهل الجنة فی درجاتهم، وعلی بن محمد خطیب شیعته ومزوجهم الحور العین، والحسن بن علی سراج أهل الجنة، والمهدی شفیعهم یوم القیامة-.

15- عن محمد بن الحسین الكوفی، عن إسماعیل بن موسی، عن محمد بن سلیمان، عن شریك، عن حكیم بن جبیر, عن إبراهیم النخعی، عن علقمة بن قیس، قال: خطبنا أمیر المؤمنین عن علی بن أبی طالب علیه السلام علی منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة، فقال فیما قال: - إنه لعهد عهده إلیّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إن هذا الأمر یملكه اثنا عشر إماماً، تسعة من الحسین. ولقد قال النبی صلی الله علیه و آله و سلم: لما عرج بی إلی السماء نظرت إلی ساق العرش فإذا مكتوب علیه لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، أیدته بعلی ونصرته بعلی. ورأیت اثنی عشر نوراً فقلت: یا رب أنوار من هذه؟ فنودیت یا محمد هذه أنوار الأئمة من ذریتك. قلت: یا رسول الله أفلا تسمیهم لی؟ قال: نعم، أنت الإمام والخلیفة بعدی تقضی دینی وتنجز عداتی وبعدك ابناك الحسن والحسین وبعد الحسین ابنه علی زین العابدین، وبعد علی ابنه محمد یدعی بالباقر، وبعد محمد ابنه جعفر یدعی بالصادق، وبعد جعفر ابنه موسی یدعی بالكاظم، وبعد موسی ابنه علی یدعی بالرضا، وبعد علی ابنه محمد یدعی بالزكی، وبعد محمد ابنه علی یدعی بالنقی، وبعده ابنه الحسن یدعی بالأمین، والقائم من ولد الحسن سمیّی وأشبه الناس بی، یملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً-.

16- عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبیه، عن عبد الله بن القاسم، عن حنان بن السراج، عن داود بن سلیمان الكسائی عن أبی الطفیل قال: شهدت جنازة أبی بكر یوم مات وشهدت عمر حین بویع وعلی علیه السلام جالس ناحیة فأقبل غلام یهودی جمیل (الوجه) بهی، علیه ثیاب حسان وهو من ولد هارون حتی قام علی رأس عمر فقال: یا أمیر المؤمنین أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبیهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال: إیاك أعنی وأعاد علیه القول. فقال له عمر: لم ذاك؟ قال: إنی جئتك مرتاداً لنفسی، شاكاً فی دینی. فقال: دونك هذا الشاب. قال: ومن هذا الشاب؟ قال: هذا علی بن أبی طالب ابن عم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وهذا أبو الحسن والحسین ابنی رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وهذا زوج فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم. فأقبل الیهودی علی علی علیه السلام فقال: أكذاك أنت؟ قال: نعم. قال: إنی أرید أن أسألك عن ثلاثة وثلاث وواحدة. قال: فتبسم أمیر المؤمنین علیه السلام وقال: یا هارونی ما منعك أن تقول سبعاً؟ قال: أسألك عن ثلاث فإن أجبتنی سألت عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه لیس فیكم عالم. قال علی علیه السلام: - فإنی أسألك بالإله الذی تعبده لئن أنا أجبتك فی كل ما ترید لتدعن دینك ولتدخلن فی دینی-؟ قال: ما جئت إلاّ لذلك. قال: فسل. قال: أخبرنی عن أول قطرة دم قطرت علی وجه الأرض، أی قطرة هی؟ وأول عین فاضت علی وجه الأرض، أی عین هی؟ وأول شیء اهتز علی الأرض، أی شیء هو؟ فأجابه أمیر المؤمنین علیه السلام فقال له: أخبرنی عن الثلاث الأخر، أخبرنی عن محمد كم له من إمام عدل؟ وفی أی جنة یكون؟ ومن ساكنه معه فی جنته؟ فقال: - یا هارونی إن لمحمد اثنی عشر إمام عدل، لا یضرهم خذلان من خذلهم ولا یستوحشون بخلاف من خالفهم وإنهم فی الدین أرسب من الجبال الرواسی فی الأرض، ومسكن محمد فی جنته معه أولئك الإثنی عشر الإمام العدل-. فقال: صدقت والله الذی لا إله إلا هو إنی لأجدها فی كتاب أبی هارون، كتبه بیده، وإملاء موسی عمی.

فهذه الروایات والعشرات من الأحادیث والآیات من أمثالها تؤكد وبشكل صریح علی ضرورة الولایة لأهل البیت الذین أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیراً، وإن الموالی لهم هو معهم فی الجنة عند ملیك مقتدر وان المخالف لهم فی نار جهنم بدون شك وریب. فقبول إمامتهم والإقتداء بهم هو قبول ولایة الله والرسول ورفض ولایتهم هو رفض لولایة الله والرسول لما نطق به الكتاب المجید: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الأمر مِنْكُمْ) (النساء: 59). فلیس من المعقول أن یأمر الله بإطاعة أولی الأمر من دون أن یُعیَّن ویحدّد مَن هم. بلی فقد حدد وبینه عبر لسان رسوله الأكرم وأهل بیته الأطهار وما ذكرناه من الروایات فهی نبذة من تلك الأحادیث المتواترة التی لا تقبل النقاش والتشكیك فما نص به القرآن وما تحدثت به الأحادیث علی ولایة الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم وعلی ولایة الأئمة الأطهار علیهما السلام لم تدع لأحد شك فی أن أُولی الأمر هم الأئمة الأطهار من آل البیت صلی الله علیه و آله و سلم، حیث تجب طاعتهم والسیر علی نهجهم والتمسك بولایتهم والتبری من عدوهم. فالولایة شرط فی قبول الأعمال والوصول إلی الدرجات السامیات فی الجنان وهی أساس الإیمان والإسلام، والإمام المهدی - عجل الله فرجه- من أولی الأمر الذین أمر الله سبحانه بطاعتهم وولایتهم، وجزء من هذا الإیمان الولائی، وطاعته كطاعة الله والرسول وبقیة الأئمة الأطهار، ورفضه رفض لولایة الله ورسوله والأئمة المعصومین الأبرار علیهما السلام.

فهل بعد هذا البیان من شك؟!